بدافع العاطفة والأمومة قررت "سهير " أن تكون مصدرا للقوة والأمان لطفلها واسرتها، وبحس المسؤولية والمهنية كانت عينا للحقيقة، وحبا لروح المبادرة منحت وقتها للتوعية بين نساء مجتمعها رغم ظروف الحرب المحملة بالألم الإ انها كانت مصدرا للأمل فكيف ؟ وأين؟
تفاصيل قصة نجاح ترويها لنا في سطور بطلة قصتنا وهي أم لثلاثة أطفال الصحفية "سهير عبد الجبار"
تعود" سهير" (35عاما) بذاكرتها للثاني من ابريل عام 2015م الذي وجدت نفسها مع اول تحدي مجبرة على البقاء في منزلها دون خيار آخر رغم موجات النزاع المسلح المكثف على منطقة "تبة السلال" بتعز الذي تقطنها برفقة زوجها وأطفالها لتتغلب على خوفها لأجل ان تكون مصدرا للقوة لأطفالها خاصة "ناصر" ذو العامين " بسبب ما كان يعتريه من نوبات اشبه بنوبات السكر لشدة الفزع قائلة " كنت اكتم خوفي من أصوات المدافع لأجل طفلي حتى لا يشعر بالخوف "
يرق صوت " سهير " الى حد كبير وهي تتذكر الموقف الصعب الذي كان يغتال تفكيرها كلما همت لمعاناة جلب الماء بمفردها وهي تترقب عن بعد طفلها الذي يترقبها من النافذة " كنت أتخيل كيف سيكون موقف طفلي إذا اصابتني قناصة الحرب أمام عينيه " ليظل هذا السيناريو الأليم محفور في ذاكراتها حتى اليوم.
"سهير " عين على الأحداث.
سهير "الصحفية " ومع اقترابها من منطقة الخطر التي لا يستطيع أحد للوصول اليها كانت مصدرا موثوقا للوقائع من خلال توثيقها بالصور للاماكن التي تم قصفها لتكون شاهدة من قلب الحدث وعينا بعدستها للحقيقة بعد أن طلب منها صحفي وصحفيه من زملائها أن تؤكد لهم صحة الأخبار المتداولة لاسيما زمن انتشار الشائعة في الحرب.
"سهير "والعمل التطوعي
وبعد مكوث "سهير " أربعة أشهر في تعز مع القصف المتزايد لمدينة تعز قررت "سهير" النزوح مع زوجها وطفلها ا الى صنعاء قرابة العام ونصف لتضطرها طبيعة ظروف العمل لزوجها لتعود معه برفقة طفليها ناصر و"حبيبه " الى منطقة الحوبان بمدينة تعز لتتجه نحو العمل التوعوي الصحي لتوعية النساء بتنظيم الأسرة وكيفية الوقاية من الإصابة بمرض الكوليرا المنتشر في ذلك الوقت مسخرة وقتها وتعليمها لاسيما وان النساء بدائيات في التعليم في تلك المنطقة. ولاقى الامر ترحاب من قبل النساء المستفيدات من سهير من خلال التواصل المتكرر بها ليضاف لرصيد نجاحاتها إنجازا جديدا وبصمة أخرى لتكون صمام امان في الخطوط التوعوية التطوعية دون تكليف من جهة وانما مبادرة منها .
" سهير " بصمة مستمرة
محطه جديدة الى صنعاء في حياة" سهير " التي اعتادت التنقل بعد أن خارت قواها لضنك العيش في تعز لاسيما بعد التوقف عن العمل في ظل جائحة كورونا لتستعيد صحتها بصنعاء وفي ذات الوقت لتعتني وتقترب أكثر من طفلها "ناصر" الذي خلفت فواجع الحرب ندوبها النفسية بانعزال طفلها حتى استطاعت إخراجه من الانعزال والذكريات الأليمة التي تراود تفكيره لتحقق نجاحها كأم من جهة ومن جهة أخرى كصحفية تعمل حاليا بحقل الصحافة لتخلق محنة الحرب لها منحة وفرصة جديدة. فقد تمكنت من إيجاد فرصة عمل بعد أن ظلت فتره طويله تبحث عن فرصة للعمل ،و بالتالي المساهمة في تمكين المرأة من خلال إنتاج مواد صحفية تهتم بقضايا النساء من خلال اعداد مواد صحفية للجندر وقضايا أخرى، الى جانب تأسيسها رابطة للصحفيات اليمنيات للتعاون والتشارك متطلعة بذلك لتحقيق مشروع يعنى بالصحفيات اليمنيات لتضاعف في كل مره " سهير " رصيدها من الإنجازات واضعة بصمتها في كل محطه في حياتها.
رحلة طويلة من المحطات المتعددة تنقلت ونزحت فيها " سهير " رغم عدم الاستقرار الذي مازالت تحلم به إلا أن " سهير " وضعت بصمتها في كل مره لتبرهن بقدرة النساء على لعب دورا إيجابيا مفصليا في الحرب.
في المشاركة