نجود والنجاح الذي تجاوز مخيم النزوح!

في بلادٍ تعصف بها الحروب والنزاعات، وجدت نجود نفسها محاصرة في مخيم الراشدي بمحافظة إب، وسط البلاد، بعيدًا عن مسقط رأسها في محافظة تعز، جنوبي غرب اليمن.  

في المخيم -حيث السكن الذي فرضته الحرب- واجهت نجود العديد من الصعوبات والتحديات خلال رحلتها نحو النجاح، كانت أبرزها التحديات المالية.  

وضع جديد، تسبب في معاناة لنجود وعائلتها التي وجدت نفسها في ضائقة مالية، نتيجة النزوح، مما جعلها تضطر للعمل كعاملة نظافة في بعض المكاتب الحكومية، وإلى جانبها ابنتها أحلام في سبيل توفير قوت يومها الضامن للحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية للأسرة، كانت الأجور المتدنية وعدم الاستقرار المالي يشكلان عائقًا كبيرًا أمام تحقيق تطلعاتها. 


لا يتوقف الحال عند هذا الحد، فبالإضافة إلى التحديات المالية، واجهت نجود أيضًا التمييز الاجتماعي بسبب مهنتها كعاملة نظافة.  

كانت معرضة للتهميش والاستخفاف من قبل بعض الأشخاص الذين ينظرون إلى العمالة اليدوية بطريقة سلبية. إلا إنها لم تستسلم لهذه العقبات، بل قررت العمل بجد ودون تراجع لتحقيق تحسن واضح في حياتها. 

مع بدء مشروع "تعزيز دور المرأة في دمج النازحين اجتماعيًا" الممول من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وتنفيذ مؤسسة رايزرز للإغاثة والتنمية، حصلت نجود على فرصة لتطوير مهاراتها وزيادة فرص عملها.  

تلقت نجود عددًا من التدريبات أهما تدريب في مجال ريادة الأعمال، وتدريب في صناعة الإكسسوارات، وأظهرت الالتزام والتفاني في استيعاب المعرفة وتطبيقها، وذلك في سبيل هدفها المنشود للخروج من وضعها الجديد الذي وجدت نفسها فيه بسبب الحرب الدائرة في البلاد. 

بفضل تلك التدريبات، بدأت نجود ترى ثمار جهودها، عندما أسست مشروعها الخاص في مجال صناعة الإكسسوارات، وأطلقت عليه اسم "الأحلام للإكسسوارات"، وأصبح لديها ما يوفر لها دخلاً مستدامًا، ويمكنها من توفير الاحتياجات الأساسية لأسرتها والعيش بكرامة، بعيدًا عن النظرة الدونية والتهميش. 

في عملها الجديد، بدأت نجود بتصميم وصنع قطع فريدة تعبر عن الثقافة والتراث المحلي، وسوقت منتجاتها لبيعها في الأسواق المحلية وعبر الإنترنت، حتى تتمكن من الوصول إلى من يهتم بهذه القطع، وتلقى رواجًا في أوساط المهتمين. 

تسعى نجود اليوم إلى التأثير في مجتمعها بشكل إيجابي، وتطمح إلى توسعة مشروعها حتى تكون لها القدرة على توظيف عاملين معها، وتوفير فرص عمل للنساء الأخريات في المخيم، آملة بذلك أن تساهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام في المنطقة، وتعزز دور المرأة في المجتمع، كما تقول. 

تعد نجود قدوةً للآخرين في محيطها؛ فقد أظهرت التزامًا قويًا عند التدريب واجتهدت بكل إصرار ومثابرة، وبإرادة فريدة حتى وصلت.  

تعبّر نجود عن سعادتها البالغة وامتنانها للوكالة الألمانية للتعاون الدولي ومؤسسة رايزرز للإغاثة والتنمية، التي منحاها هذه الفرصة الثمينة، التي تعدها بداية لحياة جديدة. 

قصة تبرز قوة المرأة وقدرتها على تحقيق التغيير مهما كانت الظروف، تمكنت خلالها نجود من تحويل حياتها وحياة عائلتها من الأسوأ إلى الأفضل، وأصبحت رمزًا للأمل والتحدي في وجه الصعاب. 

شارك هذا البوست
المرأة اليمنية في مرمى الأمثال الشعبية
فايز الضبيبي