في 29 أكتوبر، 2023، نظمت منصة أصوات نساء يمنيات فعالية عبر برنامج زوم حول آليات وأساليب الدعم والتضامن مع النساء، وكيف يمكن للرجال دعم النساء ومساندتهن في اليمن، دعت إليه عددًا من الخبراء والحضور من أجل التعرف على آليات الدعم وتجارب ملهمة وناجحة استطاعت العمل على ذلك في حياتها.
خرجت الفعالية بعدد من النصائح قدمها الخبراء لعدد من فتيات وفتيان اليمن، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع الفعالية، وطرحوا عددًا من الأسئلة التي تم الرد عليها أثناء انعقاد الفعالية. كان هذا النشاط من تيسير الصحفية سكينة محمد.
مجريات الفعالية
سلطت المتحدثات والمتحدثون الضوء على أساليب وآليات دعم المرأة في مجتمع يصنف بالذكوري، ودعمها للانخراط في سوق العمل، بإيمان راسخ بأهمية تواجدها، وركزت هذه النقاشات على العوائق التي تواجه المرأة في إدارتها لأي مشروع في السوق، وكيف يمكن تغيير النظرة تجاه إدارة المرأة لمشروعها الخاص، إضافة إلى أهمية الإيمان بقدراتها، والعمل على ذلك كعامل مهم لدعمها ومساندتها.
ندوة آليات وأساليب الدعم والتضامن مع النساء: كيف يمكن للرجال دعم ومساندة النساء في اليمن؟ عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي زوم، في 29 تشرين الأول أكتوبر 2023 وخصصت لأعضاء مجموعة منصة أصوات نساء يمنيات في فيسبوك، وهي مجموعة مغلقة، تم من خلالها دعوة 20 عضوًا من النساء والرجال، الأكثر تفاعلًا مع ما يتم نشره، وحضورًا في النقاشات التي يتم تداولها في المجموعة، وبواقع 60% نساء و40% رجال.
بدأ محمد فارع حديثه بسرد قصة دعمه لزوجته إيمان، واصفًا ذلك بالتجربة التي تشعره بالامتنان لذاته، لأنه شكل معها ثنائيًا يشهد لهما بالنجاح والتميز في تعز، وفي حديثه عن التجربة، أبرز عددًا من النقاط التي استوجبت عليه أن يخطو خطوة كهذه في مجتمع يعرف بالمحافظ ويتعامل مع المرأة من منطلق العادات والتقاليد قبل كل شيء.
تحدث فارع عن الإرادة التي تتمتع بها إيمان والرغبة في الاستمرار بما بدأته، وهذا جعله يكون معها دائمًا، من باب إيمانه بقدراتها وإمكانياتها، ليست فقط كزوجة، بل كطباخة تختلف عن الأخريات بأكلاتها اللذيذة، وهو ما فتح لها المجال لتصبح في المكان الذي هي فيه اليوم، تملك مقهى مزجان، وتديره معية زوجها محمد فارع، الذي كان لها سندًا وداعما.
محمد فارع: من واجبي الوقوف مع إيمان؛ لأن النجاح هو لنا جميعاً، ونحن نتقاسم كل مناحي الحياة، كانت هناك صعوبات شخصية وعلى مستوى العمل، ولكنا تجاوزناها معًا.
ووجه فارع عددًا من النصائح التي يجب أخذها في الحسبان من أجل أن يكون هناك رجال داعمون ومناصرون للنساء منها:
• التنشئة الجيدة منذ الصغر للأبناء على المساواة، وأن الأخت في الحقوق والواجبات كالأخ.
• أن يكون الأخ هو السند والحامي الأول للبنت.
• المنظومة الاجتماعية الصحيحة تبدأ من أسرة تنشئ جيل بأفكار إيجابية، يؤمن بحق المرأة في كل شيء بالحياة.
وفي أثناء حديث فارع حول تجربته في دعم إيمان، طالب عدد من الحضور عبر الشات بضرورة دعوة إيمان للتواجد والمشاركة، والسماع لتجربتها، وكيف استفادت من زوجها، وكيف واجها معاً الظروف الاجتماعية؟
وكان رد إيمان: كما تحدث زوجي وصديقي محمد فارع، فعلًا وقف بجانبي ودعمني كثيراً، نفسيًا وماديًا، وفي ظل وجوده أحسست بالشجاعة للخروج لسوق العمل.
واجهت انتقادات من أهلي، بحكم الخوف لأنني تعبت صحيًا، كنت أنظر ومازلت للانتقادات أنها تصرفات فردية من الأشخاص غير المتقبلين لوجود المرأة في السوق وخصوصًا في تعز، وكانت النظرة لي كامرأة تقوم بتقديم خدمة لمرتادي المقهى دونية، كنت أنزعج جدًا، ولكن كان لوقوف زوجي وحديثه معي أثر إيجابي ورفع من روحي المعنوية.
إيمان العريقي: كنت أنظر ومازلت للانتقادات أنها تصرفات فردية من الأشخاص غير المتقبلين لوجود المرأة في السوق وخصوصًا في تعز.
ونقلت أسماء الحسامي قصة خاصة لفتاة تعاني من قصر قامة بسبب جينات وراثية وكيف استطاعت بدعم ذكور العائلة على تخطي المرض والتنمر لتتخرج من كلية الطب بجامعة صنعاء وتكون ملهمة، وفي خضم الحديث نقلت أسماء تجربتها في دعم والدها لها وكذلك أخوها الذي كان ينقلها من وإلى الكلية للدراسة قبل وفاته، كما تطرقت لمحور الدعم الذي تحتاجه بدءًا من خروجها من باب المنزل، إلى وسائل المواصلات، ومن ثم إلى باب المستشفى فالعيادة، هي بحاجة ماسة لمساعدة الذكور الذين تلتقي بهم.
أسماء الحسامي: كان لأبي الدور الأكبر في تعليمي؛ كان المرجع بالنسبة لي في كل مراحل دراستي، واستلهمت منه الإرادة والعزيمة في إكمال دراستي.
وأجملت أسماء بعضًا من النصائح للنساء كي يملكن الدافع لإقناع الرجال في أسرهن لدعمهن والإيمان بقدراتهن، ودعتهن إلى أن:
• يحددن هدفهن بالحياة.
• يحاولن توعية أسرهن بأهمية التعليم وأن التعليم واجب ديني يحتاج له المجتمع.
• يكون لديهن بعض النماذج النسائية الناجحة التي تعلمن، وصار لهن أهمية في المجتمع سواء محليًا أو دوليًا.
• يعملن للتفوق والإصرار على مواصلة التعليم، والاستعانة بأقاربهن المتعلمين لإقناع أهلهن بأهمية مواصلة تعلميهن.
انتقلت المشاركة بعد ذلك لنقاش دور المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وآليات تناول المواضيع التي يصنفها المجتمع حساسة بالنسبة لقضايا النساء، وهو ما تنبه له عبد الرحمن أنيس في حديثه، مضيفًا أنه من اللازم مناقشة المواضيع بإيجابية تخدم تواجد النساء وتمثل دعمًا لهن، وأن يكون المؤثر على علم واسع بكيفية التطرق للدعم دون صدام مجتمعي، وبالتدريج حتى يتقبل الجمهور طرق الدعم، ويتحول تدريجيًا كداعم لوجود وحضور النساء في شتى المجالات.
وأضاف لذلك أن يكون المؤثر أو المؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي على إيمان تام بالقضايا التي يتبناها، وأن يركز على القضايا التي يتركز فيها الدعم الإيجابي من خلاصة قصص إيجابية لنساء قويات وقدوات قدرن على صناعة الفرق.
عبد الرحمن أنيس: من اللازم مناقشة المواضيع بإيجابية تخدم تواجد النساء وتمثل دعمًا لهن، وأن يكون المؤثر على علم واسع بكيفية التطرق للدعم دون صدام مجتمعي، وبالتدريج حتى يتقبل الجمهور طرق الدعم، ويتحول تدريجيًا كداعم لوجود وحضور النساء في شتى المجالات.
ووجه أنيس نصائح عدة للمؤثرين:
• أنتم أصحاب رسالة، وصاحب الرسالة لا بد أن يصبر على الأذى في سبيل إيصال الرسالة التي يؤمن بها.
• لابد من الصمود في وجه الإساءات وعدم الرد على الإساءة بإساءة.
• السعي بشكل صادق لمحاولة إحداث تغيير في الوعي المجتمعي بهذا الشأن.
• العمل وفق آلية مدروسة وعدم الانزلاق إلى عناد أو تحدي المجتمع مهما بلغت ردة الفعل ومهما كانت صادمة أو سيئة.
واتسمت مداخلات الجمهور بالإعجاب والثناء على كل ما تم ذكره سواء من التجربتين أو فيما يتعلق بمحور المؤثرين والدور الذي يجب أن يضطلعوا به من أجل تحقيق الهدف وتوصيل الرسالة للمجتمع، وصناعة مجتمع داعم ومساند للمرأة، ومتبني لقضاياها.