مقابلة مع شخصيات مناصرة لقضايا المرأة- أسامة عبدالله سلام

أجريت هذه المقابلة مع السيد أسامة عبد السلام المحامي والناشط الحقوقي والباحث في مجال حقوق الإنسان والقانون الإنساني.
في البداية أوجه الشكر لكل فرد في هذا المجتمع يسعى جاهداً لمساندة ودعم المرأة، التي تجاهد من أجل تحديد ملامح وجودها خاصة في ظل صراع الحروب المستمرة التي تكون من نتائجها تعرض النساء للخطر ليس فقط على المستوى الشخصي من اعتداءات جسدية وانتهاكات تكون هي دوماً الحلقة الأضعف ولكن على مستوى المجتمع ككل، فهي تشكل نصف المجتمع، فهي الأم والأخت والبنت والزوجة وهي أيضاً تنجب الأبناء والمربية والراعية والمساندة في أوقات الشدة والرخاء.
في هذه السطور نحدد بعض الملامح لأشخاص كان لهم دوراً بارزاً ومساعداً ومساهماً ليس على مستوى حياتهم الشخصية وإنما على مستوى حياة من حولهم، هذه الشخصيات تحمل في طياتها أفكار لم نعد نسمعها كثيراً بسبب تأثير الحرب على الجانب النفسي والمجتمعي، فصرنا نسمع في الأغلب أصوات معاناة الحرب والانتهاكات تتردد على مسامعنا بين الحين والآخر..
فشكراً لكل من سمح لنا أن نغوص معه لنعرف ما يجول في خاطره من أفكار وتفاصيل حول وضع المرأة وكيف كان دوره على المستوى الشخصي والأسري وكذلك المجتمعي، في إتاحة الفرصة للنساء بأن تكون شريكاً معه..
ولدينا في هذا اللقاء نموذجاً للتميز والإبداع ومسيرة حافلة بالعطاء، وقصة نجاح ملهمة تتجسد في شخصية ضيفنا المحامي القدير الأستاذ أسامة عبدالإله سلام الاصبحي . فلندعه يعرف عن نفسه ؟
الأستاذ / أسامة عبد الاله سلام الاصبحي، محامي وناشط حقوقي وباحث في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
عمل محاضر ومدرب في المجال الحقوقي والقانوني والديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية الذات. حاصل على درجة الماجستير من معهد الدراسات والبحوث العربية القاهرة ، لديه العديد من الإصدارات والمراجع حول حقوق الانسان والحماية القانونية ، رئيس شبكة محامون ضد الفساد ورئيس مؤسسة العدالة للمحاماة والإستشارات والتدريب.
1/ بداية نرحب بك أستاذ اسامة.. ونشكر مشاركتك معنا في منصة أصوات نساء يمنيات..

* مرحباً بكم.. وأشكر لكم هذه الاستضافة، وهذا التقديم، وأتمنى لمنصة أصوات نساء يمنيات، كل التوفيق، وأثق أن هذا المشروع الرائد الذي يضم مجموعة من الخبراء والخبيرات النسائية اليمنية في مجال النوع الإجتماعي بقيادة الأستاذة منية ثابت، سيحقق نتائج إيجابية كرافدٍ هام من روافد الحركة النسائية وتعزيز العمل النسوي المنظم والهادف..
 2/ فيما يتعلق بإنجازاتك الداعمة لتعزيز الوعي بحقوق المرأة، وتنمية حراكها المجتمعي، هل يمكن أن تعطينا بعض المساهمات والإنجازات أو الأعمال التي عملت عليها في هذا الجانب؟ على المستوى الأسري، هل بالإمكان سرد أمثلة عملية على مستوى الأسرة والمجتمع المحيط في كيفية دعم المرأة كنموذج لتحفيز الآخرين على فعل ذلك؟
بالنسبة لبعض الإنجازات والمساهمات الداعمة لتعزيز حقوق المرأة وتنمية قدراتها في المجتمع فقد تبنينا العديد من الدورات وورش العمل والندوات سواءً من خلال المشاركة أو التدريب أو إصدار بعض الأبحاث الخاصة بحقوق المرأة سواء سياسياً أو قانونياً مثل  إقامة دورات تدريبية للتوعية بقانون الأحوال الشخصية للنساء بالإضافة الى تأسيس فريق قانوني لمساعدة المرأة في قضاياها في المحاكم والنيابات واقسام الشرطة من خلال مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب التي أرأسها أو عملي كمتطوع في بعض المنظمات والجمعيات والمبادرات الشبابية.
عملنا أيضاً على إقامة بعض البرامج والدورات ,استهدفنا شريحة كبيرة من النساء في بعض المحافظات مثل دورات في القيادة والتخطيط وبناء الثقة بالنفس وإدارة الذات وكذلك برنامج " اعرفي حقوقك لتحمي نفسك "، برنامج يتضمن تمكين المرأة في حقوقها في المواثيق الدولية والقوانين الوطنية وهذا البرنامج ساهم بشكل كبير في تعزيز الوعي بحقوق المرأة وتنمية قدراتها من خلال الأسرة والمجتمع.
بالإضافة إقامة العديد من الدورات والندوات وورش العمل في التمكين السياسي للمرأة كمدرب وميسر في بعض المنظمات النسوية.
دعم أخواتي وعائلتي لمواصلة تعليمهم حتى مرحلة الماجستير وفي كل المجالات فمنهم الطبيبة والمدرسة وربة البيت.
3/ تعتبر المرأة شريكاً أساسياً في إعالة الأسرة بعد أن تحملت عبئاً كبيراً بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد.. برأيك كيف يمكن أن يسهم الرجال في تنمية قدرات النساء ليتمكنّ من التحول إلى منتجات، في ظروف آمنة تتجاوز العقبات التقليدية التي تفرضها "ذكورية المجتمع"؟


لكي يسهم الرجل في هذا الجانب وخاصة بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد يجب عليه خلق فرص مساواة للإناث في مجالات العمل المختلفة وتحسين وتطوير بيئة العمل المناسبة التي تناسب طبيعتهن ودورهن المجتمعي وإعطاء دور أكبر للمرأة بالمجتمعات وتوفير الفرص الحقيقية لها. فمساهمة الرجل بجدية وليس كما ينادي البعض إعلاميا ولا يطبق شيء على أرض الواقع سينتج عن ذلك أن المرأة ستلعب دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات وستثبت قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فتنبني الرجل في الإسهام في تنمية قدرات النساء كما قلنا يجب أن يكون بشكل حقيقي وليس صوري ويكون الدعم في مختلف جوانب الحياة فإصرار الرجل على الوقوف بجانب المرأة ومساندته لها سيعمل على إحداث عملية التغيير في المجتمع.
فمساهمة الرجل لمناصرة المرأة سيعمل على تغيير إيجابي في المجتمع وسيمكنه من القيام بأدواره في المجتمع بالوقوف بجانب المرأة في كل الأحداث، حيث سيلعب دور أساسي في بناء أسرته ورعايته لهم في المنزل بشكل عام ، من خلال ما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، وما تتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة فيجب عليه أن يترك التفكير الضيق أن تكون المرأة للمنزل فقط ودفعها في بعض الأدوار المهمة التي يشغلها الرجل في المجتمع. بالإضافة إلى تحقيق تكافؤ الفرص في توظيف النساء في كافة القطاعات بما في ذلك القطاع الخاص ، وزيادة مشاركتها في الاعمال المجتمعية .
4/ من وجهة نظرك.. ما الآلية الملائمة التي يمكن أن يسهم بها الرجل لدعم تمكين المرأة وتعزيز تفاعلها في سياق الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها؟
من وجهة نظري سأتحدث بكل صراحة أولاً علينا كمجتمع ذكوري أن نتخلى عن النظرة القاصرة عن عدم قدرة المرأة في أن تكون قيادية في شتى المجالات هذا أهم وجهة نظر بالنسبة أن يساهم بها الرجل لدعم وتمكين المرأة وتعزيز تفاعلها في الانخراط في المجتمع وتعزيز قدراتها في المجال المجتمعي بالإضافة على تعزيز قدراتها في سياق الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالإضافة إلى العمل على تسهيل الإجراءات والمعاملات الإدارية لحصول المرأة على الاستقلالية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
ومساهمة الرجل بتبني برامج للقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان ودعم المشروعات الصغرى من خلال التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا بين الفتيات وكذلك من خلال تقديم القروض، وضمانات القروض والتدريب، وتيسير فرص العمل وسد الفجوة بين الحياة الأكاديمية والعملية بتبني العديد من البرامج التي تتوافق مع احتياجات المرأة في شتى المجالات ، وأن يعمل الرجل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات الهدف الأولوية الأولى : الانخراط والمشاركة والمناصرة — تضخيم أصوات الشباب من أجل تعزيز عالم يسوده السلام والعدالة والاستدامة. ، والقضاء على العنف ضد المرأة يمكن أن يساهم في زيادة الناتج المحلي ودمج مفاهيم المساواة بين الجنسين في الاسرة والمجتمع من قبل الرجل ونشر الثقافة والفكر الرشيد لتمكين المرأة.
 5/ كيف يمكن أن يسهم الرجل بدعم تطوير حلول مبتكرة للنهوض بالمساواة بين الجنسين؟
قبل البدء على الإجابة على هذا السؤال لا بد من أن تكون الحلول أولا من قبل الدولة والمنظمات الفاعلة في هذا المجال بالإضافة الى عمل تعاون فيما بعضها كذلك يجب أن يسهم الرجل مساهمة جادة في تربية الأبناء والأطفال في أداء واجباتهم المنزلية وتشجيعهم على تحمل المسؤولية المشتركة
وأيضا من الحلول المبتكرة للنهوض بالمساواة بين الجنسين العمل على إصدار أبحاث معرفية عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين
وعمل حملات توعوية من قبل الرجل لزيادة الوعي حول الأدوار الإيجابية التي يمكن ان يعبها الرجال في تحقيق المساواة بين الجنسين .
6/ تؤكد الدراسات أن انعدام المساواة بين الجنسين والتمييز بينهما، كسبب جذري للعنف ضد النساء والفتيات أو كأحد عواقبه، تتطلب وجود سياسات وممارسات مراعية للاعتبارات الجنسانية ومستجيبة لها.. في ظل ظروف بلادنا والإشكاليات المجتمعية..

أ. كيف يمكن المناصرة والعمل المشترك بين الرجال والنساء لإيجاد مثل هذه السياسات، ما هي الأدوات والآليات التي يتم الاعتماد عليها في المناصرة والدعم؟ على المستويين الأسري والمجتمعي؟
يمكن المناصرة والعمل المشترك بين الرجال والنساء لإيجاد مثل هذه السياسات بتفعيل نصوص المواد القانونية التي تخص المرأة وسن القوانين أو تعديل ما هو قائم منها فأغلبها لا تطبق فهي
حبر على ورق ويجب أن يكون تطبيقها بما  يتوافق مع الدستور، وكذلك تبني سياسات اجتماعية واقتصادية وثقافية تؤدى إلى إحداث تغيير حقيقي في السياقات المجتمعية المختلفة، التي تعالج قضية التمييز على أساس النوع الاجتماعي فأهمية الدور الذي تقوم به المرأة كبير  فالمناصرة يجب أن تكون من خلال دعمها سياسياً وعلى مشاركتها في المجال العام .
ب ـ توعية المجتمع بعدم قبول العنف ضد النساء والفتيات أو التهاون معه.
يجب أن تكون هناك برامج توعوية عن العنف ضد المرأة والنوع الاجتماعي والاحترام وحقوق الإنسان. وأن تكون هناك عقوبات مشددة وأن تكون مطبثة ورادعه لمن يعنف المرأة وكذلك التوعية عن أدوار الجنسين في المجتمع وأن المرأة شريكة في شتى المجالات، وإقامة برامج توعوية قانونية سواء في وسائل الإعلام أو في الشارع أو في المدرسة، والعمل على تشجيع ثقافة القبول. والتحدث عن الموافقة والاستقلالية المالية والمساءلة أمام الجنسين.

 ج ـ كيفية تعزيز دور المرأة بحيث تتمكن من نيل حقوقها في اتخاذ القرارات بما في ذلك قرارتها الخاصة؟

يجب في هذه الفترة العمل على تعزيز دور المرأة بحيث تتمكن من نيل حقوقها في اتخاذ القرارات من خلال عدة محاور وهي: التمكين السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، والتمكين الاقتصادي ،والتمكين الاجتماعي، والحماية ، بالإضافة إلى محوري التشريعات ، وتغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة .
نشكركم مجددا على رحابة صدركم وهذه المعلومات التي أثمرت بأن جعلت هذا اللقاء أكثر من رائع ...

شارك هذا البوست
مقابلة مع شخصيات مناصرة لقضايا المرأة- هاشم محمد عبدالله