مقابلة مع شخصيات مناصرة لقضايا المرأة-احمد نورالدين

أجريت هذه المقابلة مع السيد أحمد نور الدين ، مستشار التنمية والنوع الاجتماعي.

في البداية أوجه الشكر لكل فرد في هذا المجتمع يسعى جاهداً لمسانده ودعم المرأة، التي تعاني وتجاهد من اجل تحديد ملامح وجودها خاصة في ظل صراع الحروب المستمرة التي تكون نتيجتها ان تتعرض النساء الى الخطر ليس فقط على المستوى الشخصي للمرأة من اعتداءات جسدية وانتهاكات تكون هي دوما الحلقة الأضعف ولكن على مستوى المجتمع ككل، فهي تشكل نصف المجتمع ، فهي الام والاخت والبنت والزوجة وهي أيضا منجبه الأبناء والمربية و الراعية والمساندة في أوقات الشدة والرخاء.

في هذه السطور نحدد بعض الملامح لأشخاص كان لهم دورا بارزا ومساعدا ومساهما ليس على مستوى حياتهم الشخصية وانما على مستوى حياة من حولهم ، هذه الشخصيات تحمل في طياتها أفكار لم نعد نسمعها كثيراً بسبب تأثير الحرب على الجانب النفسي والمجتمعي ، فصرنا فقط نسمع أصوات معاناة الحرب وقصص الانتهاكات  التي تتردد الى  مسامعنا بين الحين والاخر.

فشكرا لكل من سمح لنا ان نغوص معه لنعرف ما يجول في خاطرة من احداث وتفاصيل حول وضع المرأة وكيف كان دوره على المستوى الشخصي والاسري وكذلك المجتمعي ، في اتاحة الفرصة للنساء بأن تكون شريكاً معه

 في البداية لا بد من التعرف على الشخصية بشيء من التفصيل والاجابة على هذا السؤال متروكه لصاحبها يتحدث فيها عن نفسه بالطريقة التي يحبذها

  1/ نرحب بك أستاذ أحمد .. ونشكر مشاركتك معنا .. ويطيب لنا أن نتعرف الى سيرتك الذاتية ومسيرة حياتك العلمية والعملية التي أسهمت في نيلك مكانة مرموقة في المجتمع بشكل عام ، وتميزا في تخصصك تنمية دولية ونوع اجتماعي بشكل خاص؟

في البدء اشكر لك استضافتي واعتباري من الشخصيات المؤثرة، انا احمد نورالدين اعمل كاستشاري تنمية ونوع اجتماعي وايضاً أقوم بتقديم برامج تدريبية في مجالات ذات العلاقة مثل " كتابة مقترحات المشاريع، النوع الاجتماعي، إدارة مشاريع، الرقابة والتقييم، وكتابة خطط العمل". ايضاً، لدي إسهامات في مجال تقديم خدمات التوجيه والاستشارات لرواد الأعمال الشباب. انا ادير علمي الخاص وهي شركة استشارية وايضاً انا عضو مجلس إدارة مركز دعم الأعمال.

  2/ فيما يتعلق بإنجازاتك الداعمة لتعزيز الوعي بحقوق المرأة، وتنمية حراكها المجتمعي، هل يمكن أن تعطينا بعض المساهمات والإنجازات أو الأعمال التي عملت عليها في هذا الجانب؟ هل بالإمكان سرد امثلة عملية على مستوى الاسرة والمجتمع المحيط في كيفية دعم المرأة كنموذج لتحفيز الاخرين على فعل ذلك ؟

على الصعيد الشخصي اؤمن بأن النساء لسن اقل درجة من الرجال ولكن هن لهن من حقوق مثل ما للرجال وعليهن واجبات مثل ما للرجال ايضاً. على الصعيد الشخصي اؤمن بأن كل انسان له رسالة وحرية خاصة في اختيار ادواره في الحياة ولا يجب أن يفرض عليه هذا الشيء، فحين أن زوجتي اختارت ان تصبح ربة منزل بالرغم من اني كنت و ما زلت اشجعها بأن تفتح مشروعها الخاص، إلا أن اختي لديها مشروعها التجاري الخاص والذي انا اعتبر شريك معها فيه "مزيونة للتجميل والعناية بالبشرة"، ونخطط للعمل في مشاريع أخرى. على المستوى المهني، انا أقوم بتقديم خدمات استشارية وتدريبات التي تدعوا الى مناصرة المرأة وتمكينها لتصبح منتجة في مجتمعنا الذي اعتاد على الحد من قدرات وطموحات النساء.

  3/ تعتبر المرأة شريكاً أساسياً في إعالة الأسرة بعد أن تحملت عبئاً كبيراً بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد ..برأيك  كيف يمكن أن يسهم الرجال في تنمية قدرات النساء ليتمكنّ من التحول إلى منتجات، في ظروف آمنة تتجاوز العقبات التقليدية التي تفرضها "ذكورية المجتمع"؟

للنساء قدرات هائلة ولكنها تفتقد الى الثقة والدعم من الرجال. مهم جداً ان يقوم الأخ بدعم اخته والزوج بدعم زوجته والأب بدعم ابنته ولكن ايضاً يجب على النساء ان يقاتلن من اجل حقوقهن وألا يستسلمن لبعض العادات والتقاليد الجائرة والتي لا تتوافق مع ديننا الحنيف.

  4/ من وجهة نظرك .. ما الآلية الملائمة التي يمكن أن يسهم بها الرجل لدعم تمكين المرأة وتعزيز تفاعلها في سياق الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها؟

ان يقف جنباً الى جنب مع المرأة ويساعد في تمكينها في مجالات الحياة المختلفة سواء الاقتصادية او الاجتماعية او حتى السياسية. من المهم أن يعي الرجال انه لن ينقص من رجولتهم تمكين النساء ليصبحن قياديات ورائدات في مجالات مختلفة، بل على العكس، سيعلي من شأنهم وشأن أبنائهم واسرهم وسينعكس ذلك على مجتمعاتهم واقتصادهم بشكل عام.

  5/ كيف يمكن أن يسهم الرجل بدعم تطوير حلول مبتكرة للنهوض بالمساواة بين الجنسين؟

قبل ذلك يجب على النساء ان يتحركن في سبيل ذلك، اما بالنسبة للرجال فيكفي ان يفسحوا المجال ويقدم الدعم المعنوي وإعطاء الثقة للنساء، ولكن ذلك لن يعد كافياً اذا لم تتحرك النساء في سبيل تحسين أوضاعهن.

  6/ تؤكد الدراسات أن انعدام المساواة بين الجنسين والتمييز بينهما، كسبب جذري للعنف ضد النساء والفتيات أو كأحد عواقبه، تتطلب وجود سياسات وممارسات مراعية للاعتبارات الجنسانية ومستجيبة لها.. في ظل ظروف بلادنا والإشكاليات المجتمعية..

  أ‌.     كيف يمكن المناصرة والعمل المشترك بين الرجال والنساء لإيجاد مثل هذه السياسات. ما هي الأدوات والاليات التي يتم الاعتماد عليها في المناصرة والدعم ؟ على المستوى الاسري ، المجتمعي ؟

القيام بحملات توعية من خلال الوسائل المختلفة التي تصل الى الناس وايضاً من خلال استخدام وسائل ومرجعيات مختلفة، فمنهم من يستمع الى صوت الدين ومنهم من يستمع الى صوت العرف ومنهم من يستمع الى صوت العلم...الخ، لذا يجب ان تطور استراتيجيات مختلفة تساهم في توعية الناس بأهمية دور النساء في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعامة في المجتمع.

  ب ـ توعية المجتمع بعدم قبول العنف ضد النساء والفتيات أو التهاون معه, كيف ممكن ان يتم ذلك ؟

بنفس الاليات التي سردتها مسبقاً ولكن اضيف إلى انه يجب ان تكون هناك حملات مناصرة لصياغة قرارات وقوانين صارمة تجرم تعنيف النساء من جهة، ومن جهة أخرى القيام بوضع قوانين عرفية بين أعضاء المجتمع يتفقوا عليها ويقروها وفق التجمعات المحلية "المجالس المحلية، مجالس القرى، مجالس الإباء، مجالس العقال،...الخ"، كآلية مساندة للدور الحكومي.

نشكركم مجددا على رحابة صدركم وهذه المعلومات التي اثمرت بان جعلت هذا اللقاء اكثر من رائع .

شارك هذا البوست
مقابلة مع شخصيات مناصرة لقضايا المرأة-جاود العواضي