ريادة في التدريب
نادية النود



نادية النوده ذات 32 عاما ، كان لقصة انفصالها محور جديدا في حياتها ، اكملت دراستها حتى اخذت شهادة الماجستير في إدارة الاعمال ، ومن حبها الشديد للتدريب فكرة بأنشاء مؤسسة تسعى من خلالها لتمكين النساء اقتصاديا وخاصة للنساء ذوات الدخل المحدود .

ومن افرازات الحرب ظهرت العديد من الاسر التي فقدت عائلها وأصبحت المرأة ملزمة بتحمل المسؤولية وخاصة ان العديد من النساء لم يكملن دراستهن.

مؤسسة لنا كانت فكرة نادية التي انشاءتها من اجل مساعدة النساء ذوات الدخل المحدود والفقيرات والنساء اللاتي لا يوجد لديها أي عائل وخاصة ان الحرب عملت على خسران الكثير من الاسر أعمالهم و مصادر الدخل .

عملت نادية على تأهيل نفسها من خلال العديد من البرامج والتدريبات التأهيلية التي ركز فيها على كيفية تأسيس المشاريع الصغيرة ذات الميزانية المحدودة والتي كان لها مصدر الهام للعديد من المتدربات فقد أصبحت مدربة معتمدة من المجلس البريطاني الثقافي في برنامج spring board  وهو برنامج يسعى الى التطوير الذاتي للمرأة وبالفعل أصبحت نادية ومؤسستها مصدر ملهما للعديد من النساء وذلك عبر تدريبهن في العديد من المجالات التي تساعدهن على الاعتماد على انفسهن وفتح مصدر مالي .

بدأت تجربتها في انشاء المؤسسة في 2016 كمؤسسة رسمية تعمل على تدريب ورفع المهارات للنساء وبسبب الوضع المالي لهؤلاء النساء قدمت نادية العديد من التدريبات بمقابل مالي زهيد جدا لا يساعد في دفع تكاليف مؤسستها ، فقد كان الغرض ان تساعد النساء وفعلا اثبتت ذلك فقد عملت على تدريب ما لا يقل عن 300 أمراه في العديد من المجالات مثل صناعة البخور والخياطة والاكسسوارات والاسعافات الأولية وصناعة الفوتوشوب والتصاميم والحرف اليدوية .

لم تتوقف عند هذا الحد بل سعت الى توسيع دائرة نشاطها وكان عبر فكرة الوصول للمنظمات الدولية واقناعهم بالفكرة وبالفعل نجحت في كسب ثقة منظمة giz بان تتبنى لها مشروع تدريب نساء عدد 25 امرأة والذي تطور الى تدريب 250 امرأة في مجالات مختلفة

رغم الصعوبات وخاصة قلة الدخل من البرامج التي تقوم بتدريبها الا انها مستمر في دعم المرأة وعلى نطاق واسع في العديد من محافظات الجمهورية ، لم تكتفي كذلك بدعم مشاريع تخص المرأة وانما أيضا سعت الى الولوج في عالم الطفل فقد كانت تعمل في دعم الطفل عبر المساحات الصديقة في مختلفة المديريات عبر التنقل من مكان الى اخر

قصة كفاح لدعم المرأة اليمنية تكللت بالعديد من الصعوبات ولكن كان لها ثمرة في دعم العديد من الاسر وخاصة التي تقوم على رعايتها النساء ، فقد أصبحت تلك النساء قادرات على الاعتماد على انفسهن وعلى اعالة اسرهن واطفالهن

(الجميل في الامر ، الاثر الذي لمسناه من قبل النساء كبير جداً والى الان في 2021 كثير من الفتيات اللواتي التقي بهن وانضممن الى تدريب اقتصادي لاحظت ان وضعهن المادي تحسن بشكل كبير جداً، واتذكر ان بعض النساء لم يكن يمتلكن ثمن ملابس المدرسة لأطفالهن ولكن الان من عوائد الخياطة والتجميل والحرفة التي يمتلكنها أصبحن قادرات على أن يكملن تعليم أولادهن وهو شيء جميل جداً.  فعندما القاهن في بعض الاماكن اجد الاثر في كلامهن ودعائهن لي.  فالأثر جميل جداً عندما تساعد الاخرين لتتحسن من أوضاعهم المالية  وتبقى هذه النقطة في اذهان النساء لا ينسنها ابداً).

الرسالة التي ان اقدمها للنساء في اليمن هي استمري،  استمري،  استمري مع كل الصعوبات التي تواجهنا ومع كل التحديات الموجودة ومع كل المصاعب الموجودة مهم جداً ان نستمر ونكمل ما بدأناه حتى لو كانت جهود بسيطة وغير كبيرة على مستوى المجتمع التي انتي موجوده فيه فلا بد من يوما يكون  لك اسم كبير واسمك اصبح معروفاً.  بالنسبة لي تجربتي هذه أهلتني أن أحصل على فرص اخرى وان احصل على مناصب إدارية.  فرسالتي لكل النساء حاولي ان تستمري ولا تقفي عند اي عثرة حتى وان كان هذا الوقوف لفترة معينة فأنت ستعودين وتستعيدين من جديد ما بدأتيه.

شارك هذا البوست
رحلة معاناة ولدت الإبداع
ابتهال الأغبري